بفريق شاب تقل أعمار لاعبيه عن 23 عاما وفي ظل غياب كامل للمحترفين، يطمح المدرب الأرجنتيني ريكاردو لافولبي في قيادة كوستاريكا للعب دور الحصان الأسود في كوبا أمريكا.
يسعى منتخب كوستاريكا بفريق شاب، أغلب أفراده تقل أعمارهم عن 23 عاما بأمر من اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف)، وتحت قيادة للمدرب الأرجنتيني ريكاردو لافولبي، إلى تحقيق المفاجأة في بطولة كوبا أمريكا "الأرجنتين 2011"، ودعم حظوظه في التأهل إلى كأس العالم "البرازيل 2014".
ومع إدراكها للخطورة التي يعنيها اللعب بفريق شاب في مجموعة تضم الأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا، وفي المقابل للخبرة الدولية التي قد تمثلها مشاركة تقل فرص تكرارها، قبلت كوستاريكا دعوة اتحاد أمريكا الجنوبية (كونميبول) للمشاركة في البطولة بدلا من اليابان.
ويعرف لافولبي ما ينتظره في كوبا أمريكا، ورغم أنه أبدى أسفه لمشاركة فريقه في ظروف أقل من منافسيه، فإنه يتعامل مع البطولة على أنها فرصة للاستعداد لتصفيات دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية "لندن 2012" والمونديال.
وإذا كان ذلك هو الهدف الرئيسي، فإن هناك هدفا آخر يتمثل في محاولة تحقيق المفاجأة والتأهل على الأقل إلى دور الثمانية، وهو ما سيرفع من مكانة الفريق ومدربه عالميا.
وقال لافولبي "الذهاب إلى كوبا أمريكا يمثل مزية، فهو تحد عالمي كبير، لكن من ناحية أخرى الجميع يذهبون بأفضل من لديهم ونحن لا يمكننا الذهاب بأفضل من لدينا، ولن يمكننا إظهار ما تتمتع به كوستاريكا"، مؤكدا على رفض الأندية الأوروبية ترك لاعبيها للفريق في هذه البطولة.
بتصريحاته تلك كان المدير الفني يشير إلى الغيابات العديدة في صفوف فريقه، وفي مقدمتها الثلاثي الهجومي المكون من مهاجم تفينتي الهولندي برايان رويز وجناح كوبنهاجن الدنماركي كريستيان بولانيوس ورأس حربة ريال سولت ليك الأمريكي ألفارو سابوريو.
بل إن كوستاريكا لن تتمكن من المشاركة بلاعبين تحت سن 23 عاما محترفين بأوروبا، مثل مهاجم كوبان الروسي ماركو أورينيا، وظهير أيمن فريدريكشتاد النرويجي كريستيان جامبوا، وظهير أيسر نورديس آيلاند الدنماركي برايان أوبييدو.
وبات حارس ألكمار الهولندي، استيبان ألفارادو (22 عاما)، اللاعب الوحيد الذي تأكدت مشاركته مع الفريق أساسيا في البطولة.
فريق من الدوري المحلي:
ألزم الكونكاكاف منتخبي كوستاريكا والمكسيك، المدعوين لكوبا أمريكا، بمنح الأولوية لبطولة الكأس الذهبية التي تقام في يونيو/حزيران الجاري في الولايات المتحدة، وحمل نجومهما الرئيسيين إلى هناك.
لهذا السبب، وضع الاتحاد القاري شرطا للمشاركة في كوبا أمريكا بأن يقوم منتخبا المكسيك وكوستاريكا بالمشاركة في الأرجنتين بفريقي تحت سن 23 عاما فضلا عن خمسة لاعبين من الكبار.
في ظل هذه الظروف تشارك كوستاريكا في كوبا أمريكا بفريق من لاعبي الدوري المحلي، بعضهم كان في منتخب تحت 20 عاما الذي احتل عام 2009 المركز الرابع في مونديال الشباب بمصر.
وبين هؤلاء اللاعبين يبرز حارس المرمى ألفارادو والمدافع خوسيه مينا والظهير ألين جيفارا ولاعبا الوسط ديفيد جوزمان وخوسيه ميجل كوبيرو. وإلى جانب هؤلاء يبرز لاعب يمثل مستقبل الفريق هو المهاجم الأعسر جويل كامبل (19 عاما) الذي وضع فيه لافولبي ثقته وأثنى على قدراته التهديفية ومهارته.
ولعب كامبل، مهاجم سابريسا، دقائق قليلة في الدرجة الأولى، لكنه برز في منتخبي الناشئين والشباب، وهو ما لفت انتباه المدرب الأرجنتيني.
وقال لافولبي في إشارة إلى المهاجم الشاب بعد الشكوك التي أثارتها الصحافة بشأن استدعائه للبطولة الكبيرة "إن ثمنه سيبلغ مليوني يورو أو ثلاثة أو أربعة بسهولة. لو كان لدي المال لقمت أنا بشرائه".
ويمثل كامبل واحدة من تلك الحالات الغريبة في عالم كرة القدم، فأمامه هذا العام إمكانية المشاركة في بطولات الكأس الذهبية وكوبا أمريكا ومونديال الشباب في كولومبيا.
وحلت كوستاريكا ضيفة على كوبا أمريكا في بوليفيا عام 1997 ، التي ودعتها من الدور الأول، وفي كولومبيا عام 2001 وبيرو عام 2004 ، عندما تأهلت في المرتين إلى دور الثمانية.
وبعد الخروج من تصفيات مونديال جنوب أفريقيا 2010 على يد أوروجواي في الملحق، دخلت كوستاريكا مرحلة تجديد للفريق تحت قيادة لافولبي، الذي سيواجه اختباراته الأولى في الكأس الذهبية وكوبا أمريكا. (إفي)
5/7/2011, 2:35 am