بلقب وحيد يعود تاريخه إلى عام 1963 تدخل بوليفيا كوبا أمريكا وهي تأمل في بوادر تحسن لواقعها الكروي بعد أن طوت صفحة التسعينيات التي شهدت بعضا من التألق.
لم يسبق لبوليفيا أن أحرزت لقب كوبا أمريكا سوى مرة واحدة عام 1963 في حين خسرت المباراة النهائية عام 1997 علما بأنها كانت صاحبة الضيافة في المناسبتين اللتين لم تنجح حتى الآن في تكرار أي منهما بعد أن رحل جيل ذهبي وفقد المنتخب الأخضر نكهته المميزة.
ومع ابتعاد هذين الإنجازين بجانب التأهل لنهائيات كأس العالم 1994 ، لم تزل الجماهير البوليفية تأمل مع كل جهاز فني جديد يتولى مسئولية المنتخب العودة إلى طريق نخبة كرة القدم في أمريكا الجنوبية برغم إدراكها صعوبة تحقيق ذلك عمليا.
ولإبداء أكبر قدر من الدعم لمنتخبهم، عاد البوليفيون لملء المدرجات خلال المباريات الخيرية التي أقيمت في شهر مارس/آذار الماضي وخصصت عوائدها لصالح متضرري موجة السيول الأخيرة، على أمل أن يبرز لاعب بالقميص الوطني يعيد ذكريات جيل التسعينيات الذي تصدرته أسماء لامعة مثل ماركو إيتشفيري، وخوليو بالديفييزو، وإروين سانشيز.
وأمام تلك الآمال العريضة، فضل مدرب المنتخب جوستافو كينتيروس، أحد أعضاء جيل التسعينيات، الابتعاد باللاعبين إلى مدينة سانتا كروز شرقي بوليفيا للإعداد لكوبا أمريكا في هدوء خاصة وأن الفريق سيكون الطرف الآخر في مباراة الافتتاح ضد الأرجنتين صاحبة الضيافة.
وبدأ تدهور نتائج المنتخب البوليفي في بطولة 1999 في باراجواي حيث خرج من الدور الأول بتعادلين وخسارة واحدة، وهو نفس ما لقيه في نسختي 2004 و2007 في حين مني بثلاث هزائم دفعة واحدة في بطولة 2001 ، بينما كانت النتائج في تصفيات كأس العالم مخيبة للآمال.
وتعليقا على هذا الواقع، يقول الناقد الرياضي البوليفي تيتو دي لافينيا لوكالة (إفي) "لقد اعتمدنا على أمجاد الماضي ودخلنا في سبات. هذه هي الحقيقة".
ويرى دي لافينيا أن المسئولين عن تراجع المنتخب البوليفي هم المسئولون في اتحاد كرة القدم والإدارات المحلية كذلك حيث لم يتم الوفاء بوعود تطوير البنية الأساسية الرياضية وإعداد برامج تأهيل كافية للشباب.
ومع هذا الرأي يتفق بالديفييزو مهاجم بوليفيا في مونديال 1994 ، قائلا "لقد قدم اللاعبون كل ما كان بإمكانهم في الملعب، ولكن المسئولين اعتادوا الإخفاق دوما".
وتشهد إدارة كرة القدم البوليفية حالة من الفوضى بسبب غياب التنسيق بين ثلاث مؤسسات تتشارك في المسئولية، فاتحاد كرة القدم هو المعني بشئون المنتخب، ورابطة الدوري تتولى أمور الأندية، في حين أن جمعية كرة القدم تختص بشئون الدرجة الثانية.
ولم يعبر عن هذه الفوضى الإدارية أكثر من تفكير مسئولي الاتحاد البوليفي في بيع الكؤوس والجوائز التكريمية التي سبق وحصلت عليها المنتخبات الوطنية في المزاد على أمل تسديد الديون التي أثقلت كاهل المؤسسة.
وترجمت هذه الأوضاع إلى نتائج سلبية على المستوى الرياضي، وبات المنتخب البوليفي يحتل المركز السادس والتسعين في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بعد أن بلغ المركز الثامن عشر عام 1997.
ولم يقتصر الإخفاق على المنتخب فحسب، بل إن ممثلي بوليفيا الثلاثة في بطولة كأس ليبرتادوريس لأندية أمريكا الجنوبية: بوليفار وويلسترمان وأوريينتي بتروليرو غادروا المسابقة من الدور الأول بعد أداء باهت.
ووسط كل هذه الظروف، فإن معسكر المنتخب في سانتا كروز لا يبعث على التفاؤل في ظل تذبذب مستوى ثنائي الهجوم المحترف ماسيلو مارتينز (شاختار الأوكراني) وريكاردو بدرييل (سيفا سبور التركي)، وهو نفس ما ينطبق أيضا على خاسماني كامبوس لاعب الوسط (أوريينتي بتروليرو).
ويعتبر المصدر الوحيد للتفاؤل هو خبرة المدرب كينتيروس الذي حقق لقب الدوري المحلي ثلاث مرات مع فرق بلومينج في 2005 وبوليفار في 2009 وأوريينتي بتروليرو عام 2010 مع الأخذ في الاعتبار أن خصومه في الدوري البوليفي أدنى مستوى من منتخبات الأرجنتين وكولومبيا وكوستاريكا التي سيواجهها في المجموعة الأولى بكوبا أمريكا. (إفي)