بحنين إلى الماضي البعيد، تدخل بيرو منافسات كوبا أمريكا دون آمال كبيرة لإحراز مركز متقدم ولكن بتطلع إلى نقلة نوعية قد تؤتي ثمارها في تصفيات كأس العالم المقبلة.
يخوض منتخب بيرو بطولة كوبا أمريكا، التي تحتضنها الأرجنتين في الفترة بين الأول و24 من الشهر المقبل، وهو يسعى لنسيان الانتكاسات التي حلت به خلال السنوات الأخيرة والظهور مجددا على الساحة الكروية العالمية، استعدادا لتصفيات كأس العالم 2014 بالبرازيل.
لهذا تأتي بطولة كوبا أمريكا كـ"تجربة معملية" واختبار حقيقي قبل تصفيات المونديال للاعبي بيرو، وأغلبهم من الشباب الذين يلعبون في الدوري المحلي بجانب بعض زملائهم المحترفين في أوروبا من ذوي الخبرة.
ويؤكد المدير الفني لبيرو، الأوروجوائي سرخيو ماركاريان، أنه سيذهب لبطولة كوبا أمريكا لتجربة طرق لعب مختلفة مع فريقه حيث إن هدفه الأساسي سيكون تحقيق أقصى استفادة فنية ممكنة تساهم في تحقيق الغرض المنشود مستقبلا، وهو التأهل لكأس العالم 2014 بعد 32 عاما من الغياب عن الأضواء المونديالية.
ويقول المدرب "الهدف هو تقديم أداء قوي في بطولة كوبا أمريكا، ولكن يكمن وراء هذا الأمر تحقيق هدف أكبر ألا وهو استعادة سمعة الفريق ورونقه وإعداد مجموعة اللاعبين الذين نحتاجهم من أجل التصفيات".
ويوضح ماركاريان أنه لكي يتم الوصول لهذا الهدف فيحب "تعزيز الطابع الاحترافي للاعبين بشكل يضمن الجدية في العمل والتضحية بكل شيء من أجل المنتخب والدفاع عن قميصه".
ومن هذا المنطلق بدأ المدير الفني خلال الشهور الأخيرة في تنظيم عدد من المباريات الودية، وابتكر نظاما جديدا قام على الاستدعاءات الشهرية للاعبين بارزين في الدوري المحلي بهدف معرفة قدراتهم وتجربة مدى تفاعلهم مع المنافسات القوية.
ولاقى عمل المدير الفني ترحابا كبيرا منذ اللحظة الأولى، حيث حدث توافق بين الجماهير والصحفيين والخبراء والقيادات الكروية في البلاد حينما تم التعاقد معه في 2010 بسبب ارتفاع مستواه التدريبي ودرايته بطبيعة الكرة في بيرو.
وعمل ماركاريان المعروف بـ"الماجو" أو الساحر في بيرو خلال الفترة بين 1993 و1997 حينما قاد فريقي أونيفرستاريو ديبورتيس وسبورتنج كريستال، الذي حصل معه على المركز الثاني في بطولة كأس ليبرتادوريس.
وقاد ماركاريان كذلك عددا من فرق أوروجواي وباراجواي وتشيلي واليونان، ومن أكبر إنجازاته التأهل بمنتخب باراجواي لكأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان.
وتعتبر مهمة المدير الفني الأوروجوائي مع بيرو بمثابة أكبر تحدياته، حيث إنه يحمل مسئولية إعداد فريق يجذب أنظار الجمهور البيرواني، الذي دائما ما يتذكر بنوع من الأسى نجومه السابقين مثل هوجو سوتيل وتيوفيلو كوبياس والألقاب التي أحرزوها ومن ضمنها لقب كوبا أمريكا عامي 1939 و1975.
ومن أبرز اللاعبين الذين سيعتمد عليهم "الساحر" كل من المهاجم كلاوديو بيزارو (32 عاما) هداف بريمن الألماني وخوسيه باولو جيريرو (27 عاما) لاعب هامبورج الألماني والمدافع الأيسر خوان فارجاس (27 عاما) لاعب فيورنتينا الإيطالي.
ويغيب عن بيرو في البطولة مهاجم شالكه الألماني، جيفرسون فارفان الذي يطلق عليه لقب "المتميز" بسبب تألقه، وذلك لمسائل تتعلق بعدم التزامه. وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام والجماهير طالبت بضرورة عودته للفريق، إلا أن المدرب قرر عدم الانصياع لهذه الرغبة حتى يظهر أنه نضج وتخطى هذه المشكلة.
ويبدو أن ماركاريان لا ينتوى تغيير رأيه وهو ما ظهر في تصريحاته الأخيرة التي قال خلالها "حتى ولو كان فائزا ببطولة دوري الأبطال، فلن أتراجع عن رأيي، يجب أن تحدث أشياء معينة لأتخذ هذا القرار".
وعلى أي حال فإن المدير الفني يراهن بشكل أكبر على اللاعبين الشباب الذين أيقظوا حماس الجماهير في بيرو ومنهم مهاجم أليانزا ليما، أندريه كاريو، ولاعب وسط ديبورتيفو سان مارتين، كريستيان كويفا، ومهاجم أونيفرستاريو ديبورتس، راؤول رويدياز.
يشار إلى أن بيرو تلعب في المجموعة الثالثة ببطولة كوبا أمريكا، مع كل من أوروجواي وتشيلي والمكسيك. (إفي)