يحمل نجوم المستقبل آمال الكرة المكسيكية حين يتولون مهمة تمثيل بلادهم في كوبا أمريكا في ظل انشغال الفريق الأول بالكأس الذهبية في الولايات المتحدة.
تراهن الكرة المكسيكية في منافسات بطولة كوبا أمريك" بالأرجنتين، على لاعبيها الشباب، مدعومة بخمسة من لاعبيها الذين شاركوا في الكأس الذهبية دون أن تضع آمالا كبيرة على تحقيق مفاجأة.
والمكسيك هي ضيفة على تلك البطولة منذ 1993 ، وكانت تطلعاتها دائما ما تنقسم في الأعوام الأخيرة، ما بين التزاماتها الإقليمية، ورغبتها في حصد لقب خارج حدود قارتها.
وتلعب المكسيك البطولة هذا العام وعينها على بطولة الكونكاكاف لأسباب مادية ورياضية، خاصة أن المنتخب الذي سيحصد لقب البطولة هذا العام سيتأهل إلى كأس القارات، التي ستسبق كأس العالم 2014 في البرازيل، إلا أن أهمية كوبا أمريكا تكمن في البريق الذي تضفيه على المنتخبات التي تشارك فيها، والذي يظهر أن الكرة المكسيكية تلتمسه ولو خارج نطاقها.
وكانت أكثر المشاركات التي تسببت في أزمة في الكرة المكسيكية، هي كوبا أمريكا 1997 ، فبالرغم من حصدها المركز الثالث خلف الأرجنتين والبرازيل، إلا أنها فشلت بعدها في حصد لقب الكأس الذهبية بعد الهزيمة في النهائي أمام الولايات المتحدة، لتخسر اللقب، وتفشل في التأهل إلى بطولة كأس القارات، وهو ما لا ترغب في تكراره هذا العام.
وكان الحلم الذي يراود منتخب "التري" هو رفع كأسي البطولتين هذا العام، إلا أن قرار الاتحاد المكسيكي بخوض مباريات الكأس الذهبية باللاعبين الأساسيين، على حساب كوبا أمريكا الجنوبية قد يؤجل هذا الحلم.
وكان اتحاد أمريكا الشمالية قد أكد على أهمية خوض المكسيك للكونكاكاف بلاعبيه الأساسيين لأنه بطولته الإقليمية، مشيرا إلى عدم إمكانية مشاركة المنتخب بنفس التشكيلة في بطولتين متقاربتين في الوقت.
يذكر أن بطولة الكأس الذهبية قد انطلقت في الخامس من يونيو/حزيران الجاري، وبطولة كوبا أمريكا ستبدأ في مطلع يوليو/تموز المقبل.
ولذلك أكد شاك بلازر السكرتير العام لاتحاد أمريكا الشمالية لكرة القدم أن لعب المكسيك في كوبا أمريكا ليس إجبارا في ظل تداخل موعد البطولتين، ولذلك كان الحل هو الاعتماد على فريق قوامه من الشباب في الأرجنتين.
يذكر أن اتحادي أمريكا الشمالية والجنوبية كان يجمعهما اتفاق لوجود منتخبين من كل اتحاد في بطولات الاتحاد الآخر الإقليمية، إلا أن ذلك الاتفاق توقف منذ بطولة كوبا أمريكا 2007 في فنزويلا.
وحتى الآن لم تتضح معالم الفريق الذي سيسافر إلى الأرجنتين للمشاركة في كوبا أمريكا، خاصة وأن عددا من اللاعبين الشباب المتألقين في الدوريات الأوروبية قد تم ضمهم إلى قائمة المنتخب الأول المشارك في الكأس الذهبية وعلى رأسهم خابيير هرنانديز "تشيتشاريتو" لاعب مانشستر يونايتد الذي تألق بشدة هذا الموسم، وجيوفاني دوس سانتوس، فيما رفض أرسنال الإنجليزي مشاركة لاعبه كارلوس فيلا في كوبا أمريكا.
ومن ضمن اللاعبين الذين من المتوقع مشاركتهم في كوبا أمريكا، ماركو فابيان دي لامورا وخابيير كورتس ونيستور كالديرون وأنطونيو لوبيز وليبيريو سانشيز، وجميعهم يلعبون جميعهم في الدوري المحلي المكسيكي، وقدموا أداء جيدا خلال الموسم الماضي.
وبالرغم من أن المكسيك ستخوض البطولة بمجموعة من الشباب، إلا أنها لم تفقد الأمل في تحقيق إنجاز هذا العام في البطولة التي اعتادت اللعب فيها كضيفة، خاصة وأن عامل الخبرة سيكون متوفرا في لاعبي الفريق الأول وأيضا في اللاعبين الذين يلعبون في فرق أوروبية مثل جوناثان دوس سانتوس لاعب برشلونة.
وأكد المدرب خوسيه مانويل دي لاتوري على أن الكأس الذهبية تعتبر في الوقت الحالي أهم من كوبا أمريكا، مشيرا إلى أن فريق الشباب سيقدم أداء جيدا في الأرجنتين، مدعوما بخمسة من المنتخب الأول، وهو ما سيمثل خبرة كبيرة للمواهب الصاعدة.
ومن المقرر أن يختار الجهاز الفني اللاعبين الخمسة الذين سيدعم بهم المنتخب، ومنهم الحارسان المخضرمان أوسكار بيريز وأوسوالدو سانشيز، والمدافعون ريكاردو أوسوريو وجوني مجايون وكارلوس سالسيدو.
يذكر أن تاريخ المكسيك في كوبا أمريكا بدأ في 1993 ، حيث شاركت في ثماني نسخ من البطولة، وخاضت 38 مباراة، فازت في 17 وتعادلت في 10 وخسرت 11 ، وسجلت 55 هدفا وتلقت شباكها 44.
ووصلت المكسيك للنهائي في نسختي 1993 في الإكوادور و2001 في كولومبيا ، وحصدت المركز الثالث في بطولة 1997 في بوليفيا و1999 في باراجواي و2007 في فنزويلا، وخرجت من الدور الثاني في بطولة 1995 في أوروجواي و2007 في بيرو.
وتلعب المكسيك في كوبا أمريكا ضمن مجموعة قوية تجمعها بأوروجواي وتشيلي فضلا عن بيرو.